خوارج العصر وواجب العلماء
_طالب العلم: صفة الله “سياح”_
لقد جرت سنن الله تعالى على إرسال رسله بشكل مباشر أو غير مباشر إلى كل أمة في كل عصر من أجل القضاء على الباطل، وتمييز الحق من الباطل، وتجريد الباطل من جذوره.
كما أشار الله تعالى إلى هذا الأمر في قوله: (ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) [النحل: 36].
وحينما انتهت هذه السلسلة من النبوة وإرسال الأنبياء ببعثة رسول الله ﷺ، أعلن ﷺ أن “العلماء ورثة الأنبياء”، وبما أن الأنبياء لا يرثون الأموال والممتلكات، فإنما يرثون العلم. لذا يتوجب على علماء هذا العصر، ورثة الأنبياء، الوقوف في وجه باطل زمانهم بكل الوسائل الممكنة، والقضاء عليه من جذوره.
ولكل عصر باطله الخاص به، فمن واجب العلماء مجاهدة باطل عصرهم. ففي عهد رسول الله ﷺ ظهر الباطل بصورة المشركين، فقاتلهم ﷺ طيلة 23 عاماً. وفي خلافة أبي بكر الصديق ظهر الباطل بهيئة “مانعي الزكاة”، فحاربهم الصديق. وفي عهد علي بن أبي طالب ظهر الباطل بشكل الخوارج والروافض، فحاربهم علي بالسيف والحجة.
وفي زمن الإمام الأعظم أبي حنيفة كان الباطل يتجلى بصورة الخوارج والمعتزلة، فناضل ضدهم الإمام. وفي عصر الإمام أحمد بن حنبل برز الباطل بزعم “خلق القرآن”، فناهض الإمام هذا الزيغ.
وحتى اليوم، فإذا ظهر الباطل بأي صورة من الصور، نهض علماء الحق في وجهه.
ولذا ندعو علماء هذا العصر إلى مواجهة الباطل الأكبر الذي ظهر في صورة “خوارج الدواعش”، ليؤدوا واجبهم ويحموا الأجيال القادمة من هذه الفتنة العظمى المنتشرة في ديارنا.
ويجب على الخطباء والأئمة والمدرسين كشف حقيقة “الخوارج المعاصرين” (داعش) للناس، وبيان من هم وما هي آراؤهم وأهدافهم وما الضرر الذي ألحقوه بالأمة الإسلامية خلال السنوات الماضية.
إن مواجهة هؤلاء الخوارج ليست مسؤولية الحكم الإسلامي وحده، بل هي واجب ديني على كل عالم يدعي أنه وارث النبي، فعليه تدريب من حوله على محاربة هذا الفكر الضال.