بقلم: سليم عمر
أصبحت المناورات الأخيرة لدولة مجاورة بالقرب من حدود أفغانستان وتواجد قادة عسكريين أمريكيين رفيعي المستوى في تلك المناطق محط اهتمام وسائل الإعلام العالمية.
فقد مر وقت طويل منذ أن باشر الجيش الباكستاني، بمساندة القوات الأمريكية، حركات واسعة النطاق في المناطق الحدودية مع أفغانستان. ويرى معظم المحللين أن هذه التحركات جاءت على خلفية تزايد هجمات حركة طالبان الباكستانية.
وقد صرّح كبار المسؤولين الباكستانيين مرارًا بأن بلادهم قد شرعت مؤخرًا في عملية عسكرية تسمى “العزم الاستحكام” لمحاربة طالبان باكستان، لكن بأي تكلفة؟ فالحكومة الباكستانية تعاني من أزمة اقتصادية حادة وتعج بالديون التي تفوق 115 مليار دولار، فهي بمفردها عاجزة عن تحمل نفقات هذه الحرب.
ولهذا السبب طلب سفير باكستان لدى الولايات المتحدة قبل بضعة أسابيع المساعدة العسكرية والمالية من المسؤولين الأمريكيين لمواجهة طالبان الباكستانية. كما شوهد وجود قوات أمريكية بالقرب من الحدود الأفغانية.
وقد يلجأ الباكستانيون إلى طلب المساعدة والدعم من الولايات المتحدة ضمن عملية “العزم الحازم” لتحقيق أهدافهم ضد الجماعات الجهادية. والسؤال المطروح الآن هو: هل ستقف أمريكا إلى جانب باكستان اقتصاديًا وعسكريًا في هذه المعركة؟
مما لا شك فيه أن الأمريكيين يساندون الباكستانيين في عملية “العزم الحازم”، وأصبحت باكستان الآن ساحة معركة، تقاتل فيها طالبان من أجل فرض النظام الإسلامي وتطبيق أحكام الشريعة. ويُعد الوقوف ضدها كارثيًا بالنسبة للحكومة الباكستانية.
وعلى الحكومة الباكستانية أن تستخلص الدروس من تجارب من اعتمدوا على أمريكا وحلفائها، لكن انتهى بهم الأمر وحيدين مخذولين، حيث وقعوا في مشكلات عصيبة.