بقلم: عبدان صافي
المسؤولون الباكستانيون يوجهون يوميًا اتهامات ضد أفغانستان في وسائل الإعلام الدولية، دون أي دليل أو إثبات، بهدف وحيد وواضح وهو تشويه سمعة أفغانستان وإمارتها الإسلامية.
عند النظر في الدوافع الخفية وراء هذه التصرفات من جانب المسؤولين الباكستانيين، يتضح لنا أن كل هذه الأفعال تعود إلى الوضع الداخلي السياسي، الاجتماعي، والاقتصادي السيئ في باكستان، الذي أدى إلى حالة من الارتباك لدى هؤلاء المسؤولين. في ظل هذا الوضع المتدهور، لا يعرفون كيف يقنعون شعبهم، الذي بات يشعر بالملل من أكاذيبهم ووعودهم الزائفة. ولهذا السبب، يشيرون بأصابع الاتهام إلى أفغانستان لتغطية إخفاقاتهم.
قبل بضعة أيام، كرر مسؤول باكستاني، أصف دراني، اتهاماته خلال مقابلة مع إحدى وسائل الإعلام، وهذه الاتهامات لم تكن فقط بعيدة عن الحقيقة، بل كانت مجرد تكرار لرغبات باكستانية سيئة.
قال أصف دراني في تصريحاته إن على أفغانستان تسليم مقاتلي حركة طالبان الباكستانية إلى باكستان لحل المشكلة. ولكن، سيد أصف دراني المحترم، مقاتلو حركة طالبان الباكستانية ليس لهم وجود في أفغانستان، بل هم موجودون في جبال وقرى وشوارع وزيرستان، خيبر، ومومند. يمكنكم العثور عليهم بسهولة هناك، وإذا لم تجدهم هناك، فابحثوا عنهم في مدن بيشاور، كويتا، بنو، ديرا إسماعيل خان، وتانك، لأنهم ليسوا مختبئين بل يمتلكون مراكز ظاهرة. في الحقيقة، إنهم يتعقبونكم، وهذا ليس مبالغة.
سيد دراني، لماذا لا تخبر العالم أنكم فشلتم في حماية منزلكم؟ ولماذا لا تعترفون أن مواجهتكم الحقيقية هي مع سكان بلدكم، الذين يعرفون كل شيء عن طرقاتكم؟ عدم قدرتكم على منعهم هو اعتراف بفشلكم ومحاولة الهروب من مسؤولياتكم.
في استمراره لحديثه، أشار أصف دراني إلى حقوق الناس في أفغانستان، ولكنه لم يتطرق إلى مسألة ما إذا كانت الحقوق التي يطالب بها في أفغانستان قد منحت لشعبه في باكستان.
من وزيرستان إلى بلوشستان، ما الذي يحدث للقبائل الضعيفة والمهمشة هناك؟ هل لم يتم سلب حق الحياة من شعوب بشتونخوا وبلوشستان؟ هل لم تُدمر بيوتهم وتُنهب ممتلكاتهم قسرًا من قبل الدولة؟ هل لم تقسموا مجتمعكم على أسس عرقية ودينية؟
إذا كنتم صادقين في حديثكم، فبدلاً من المطالبة بالحقوق لشعب أفغانستان، امنحوا حقوقكم لشعبكم، لأن في أفغانستان الآن نظام إسلامي قادر على حماية ممتلكات، شرف، وحقوق الجميع، والحمد لله.
وفي إطار مواصلة اتهاماته، قال أصف دراني إن هناك جماعات إرهابية في أفغانستان تشكل تهديدًا عالميًا شبيهًا بهجمات 11 سبتمبر، وأشار بشكل خاص إلى فرع خراسان من تنظيم داعش. ولكن لماذا لا يشير إليها؟ لأن فرع خراسان من داعش هو جماعة بالوكالة تابعة لهم، ويتم ذكره في الإعلام الدولي لأغراض دعائية من قبل المسؤولين الباكستانيين.
الحقيقة الآن واضحة، فمقاتلو ومخططو فرع خراسان من داعش يقيمون في بلوشستان، خيبر، باجور، ودير، ولديهم مراكز مرئية هناك. يقومون بتنظيم مخططاتهم في ضيافة الجيش الباكستاني، ثم ينفذونها في أفغانستان والمنطقة.
لذا، إذا نظرنا إلى تصريحات السيد دراني وتوقعاته بهجمات جديدة على غرار 11 سبتمبر، يبدو أن باكستان تسعى من خلال جماعة بالوكالة، فرع خراسان من داعش، لإحداث كارثة عالمية، ويجري التحضير لذلك من خلال الترويج له عبر أصف دراني، ولكن يجب على الناس أن يدركوا أن مصدر هذا الشر سيكون مقرات الجيش الباكستاني، والمخططين هم جنرالاته.