ثورات الخوارج ضدّ الخلافة والحكومات الإسلامية!

منتهی الأثير

#image_title

للخوارج تاريخ طويل مليءٌ بالتطرّف في تاريخ الإسلام.

أساس تفكير هذه الجماعة هو اعتقادهم بتكفير المسلم بارتكاب الكبيرة.

 

ظهرت جماعة الخوارج في البداية عندما نشأ خلاف بين علي ومعاوية رضي الله عنهما بشأن الثأر من قتلة عثمان رضي الله عنه، وأدى في النهاية إلى استشهاد الآلاف من المسلمين فجأة.

وبعد ذلك قام علي ومعاوية رضي الله عنهما بتعيين وفد للمصالحة؛  ورضي الجانبان بالتحكيم، ومن خلال منحهم الصلاحيات الكاملة لوفد التحكيم، تعهدوا بعدم رفض أي قرار شرعي صادر عن الهيئة المذكورة.

رفضت الخوارج فكرة التحكيم، واعتبروا الرضا بالتحكيم متعارضًا مع الإسلام، وخرجوا علي رضي الله عنه يرددون شعار “إن الحكم إلا لله” بقيادة حرقوص بن زهير.

ترك علي رضي الله عنه الخوارج في البداية، ولكن عندما ظهر نفاقهم وتطرفهم وفسادهم بين المسلمين، قرر الحرب ضدهم، وفي سنة 38 هـ وفي معركة شرسة في منطقة النهروان قُتل أغلبية الخوارج على يد جيش علي رضي الله عنه ونجا المجتمع الإسلامي من فتنة الخوارج في ذلك الوقت.

بعد وفاة علي رضي الله عنه، ثارت الخوارج الذين نجوا من معركة النهروان واختبأوا في جزيرة العرب وما حولها خوفا من سيوف المسلمين، مرة أخرى في عهد الخلافة الأموية، على عبد الملك بن مروان والوليد بن عبد الملك وغيرهما من بني أمية.

وعلى عادتهم المألوفة ثاروا ضد عبد الملك بن مروان واعتبروا الأمويين جميعهم مرتدين بحجة أن الخلافة لا تكون موروثة، وحارب عبد الملك بن مروان الخوارج بشدة من أجل تهدئة هذه الفتنة الكبرى إلى حد ما وإخراجهم من المشهد السياسي.
بعد ذلك كانت هناك خوارج في خلافة سليمان بن عبد الملك وعمر بن عبد العزيز وبعض الخلفاء الآخرين، لكن أغلب نشاطهم كان في المناطق النائية.

كانت الخوارج متواجدين أيضًا في مناطق مثل خراسان والعراق
في عهد الخلافة العباسية، لكن عددهم كان صغيرًا، ولم يعتبروا تهديدًا خطيرًا للخلافة، كما أنها كانت هناك جماعات متطرفة تشبه الخوارج تنشط ضد الحكومات الإسلامية الكبرى مثل المرابطين والسلاجقة والغزنويين وغيرها من الحكومات، والتي كانت سبب إضعاف هذه الحكومات الإسلامية في الغالب وإشغالهم بالداخل من الخارج.

في عهد الخلافة العثمانية لم يكن هناك خوارج، بل كانت هناك مجموعات صغيرة ومشابهة تروج للتطرف والتشدد،  وبعد هذه الفترة ظهرت الخوارج مرة أخرى عام 2013 تحت اسم داعش في العراق.

تحول الخوارج المعاصرون مثل أسلافهم إلى التطرف والشدة، واستشهدوا آلاف المسلمين في العراق وسوريا وليبيا وأفغانستان، ومع قيام الإمارة الإسلامية والحمد لله
تم استئصال جذور داعش من أفغانستان، وإنقاذ المسلمين المستضعفين من شرّهم.

ابو صارم
Exit mobile version