بقلم:صفت الله سياح
ذكر تعريف ومفهوم لكل شيء في العالم، وتعريف الألفاظ الشرعية والعرفية واللغوية ومعناها واضح؛ فكل كلمة أو عبارة يتم استخدامها لها معنى خاص بها، ولكن الأفكار قد تكون مختلفة.
على سبيل المثال، إذا راجع المرء إلى جميع القواميس وكتب اللغة للبحث عن كلمة احتلال، يجد أن معنى الاحتلال هو كل هجوم يحدث على بلد أو إقليم أو جغرافيا ليضع الناس والقانون والعرف والنظام تحت سيطرته.
لكن! إذا نظرنا إلى هذا المبدأ، فإن المسلمين الذين قدموا إلى أفغانستان في زمن سيدنا عثمان رضي الله عنه، وسيطروا على أرض البوذيين هنا، وفرضوا مبادئهم، القرآن والحسنة على الناس، وحتى اليوم كل من يعيش في هذه الجغرافيا هم مسلمون، وأرضهم إسلامية ولهم قيم إسلامية؛ إذن يجب أن يسمى هذا أيضاً احتلالاً؟!
لا! أبداً! والسبب أنهم جلبوا الحق إلى هنا؛ ورغم أنهم جاؤوا يحملون السيف، إلا أنهم أحضروا لنا كتاب الله الكريم والتعاليم المقدسة من أحاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ودعوا الناس من الضلال إلى الهدى، ومن الظلمات إلى النور، ومن الكفر إلى الإسلام، الذي هو سعادتنا إلى يوم القيامة.
لذلك لا نسمي عملهم احتلالا، لأن دينهم ومبادئهم وقوانينهم كانت صحيحة. لكن لماذا نسمي هجوم إنجلترا وروسيا وأمريكا على هذه الأرض؟ بالاحتلال والعدوان؟ لأن توجيهاتهم وتعاليمهم وقيمهم وأنظمتهم كانت باطلة، فلم نقبلهم وحاربناهم.
الديمقراطيون والجمهوريون وأصدقاؤهم لا يعتبرون الاحتلال الأمريكي احتلالا لأنهم يعترفون بالديمقراطية كدين الحق ويعتبرونها سبب خلاص الإنسانية وتطوّرها، وهم يعتقدون أن أمريكا كانت على حق في تعزيز الديمقراطية هنا.
بما أننا مسلمون ونرى أن من واجبنا نشر الإسلام وتبليغه بين الآخرين؛ كذلك يرى الديمقراطيون ضرورة تبليغ الديمقراطية للآخرين وتعزيزها بين الناس، ولا يسمون الديمقراطية احتلالاً، بل يعتبرونها سبباً للنمو والتطور والمنافسة مع الآخرين.