تحالف فاشل بين داعش وما يسمى بجبهة المقاومة

وفي الله سحر

#image_title

قرأت مؤخرًا في الأخبار أن إيران اعتقلت أربعة أعضاء من متمردي ما يسمى بجبهة المقاومة، بتهمة التعاون مع داعش. وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن العلاقة بين جبهة ما يسمى بالمقاومة وداعش، لكن هناك حوادث كثيرة قديمة تشير إلى وجود علاقات عميقة بين داعش ومسلحي المقاومة.

قال أمر الله صالح، النائب الأول لأشرف غني، خلال الحملة الانتخابية: جاء المحققون الباكستانيون إلى سجون الأمن الوطني، واستجوبوا السجناء، ثم ثبت أن سجون الأمن الوطني كانت في الواقع دور ضيافة للخوارج.

أصبحت العلاقة بين الخوارج والمتمردين تحالفا منتظما عندما هزمت الإمارة الإسلامية بعد الفتح العدوين في فترة قصيرة جدا، وقلصت نشاطهما إلى الصفر، وإذا درسنا التاريخ فقلما نجد في العالمين الإسلامي وغير الإسلامي تحالفات لم تنكسر قبل النصر أو بعده، لأن التحالفات أيا كانت تحتاج إلى قيم مشتركة، أو إذا لم تكن مشتركة، فيجب على الأقل احترام قيم الأطراف المعنية بشكل جدي.

ولا يزال التحالف بين ما يسمى بجبهة المقاومة، وداعش؛ لديه بوادر ومبشرات بالفشل، وإن شاء الله سنرى في المستقبل القريب انهيار هذا التحالف وتحوله إلى العنف.

وفيما يلي العوامل التي تشير إلى انهيار هذا التحالف المشؤوم:

1.داعش والمقاومة يخالفون المنهج النبوي المقدس ( منهج أهل السنة والجماعة) بحيث لن ينضموا إليهم أبدًا؛ ثم الدواعش متطرفون غلاة في الفكر، والمتمردون مفرّطون مقصرون في الفكر، والإفراط والتفريط نقيضان لم يجتمعا في الماضي ولا يجتمعان في المستقبل إن شاء الله تعالى.

2. تصف داعش بناء على معتقداتها المتطرفة من يعارضها بالمرتدين، لكن المتمردين لا يعرفون شيئا يسمى بالعقيدة، ويمارسون أنشطتهم دائما بناء على مساعدات كفار العالم (اليهود والنصارى).

لذلك إذا تواصلت داعش مع اليهود طلباً للمساعدة في المستقبل، بناءً على التحالف مع المقاومة، فإن وجههم الحقيقي سوف ينكشف بوضوح وسهولة بحيث لا يمكن لأي حركة أن تشكك بسهولة في نضالها؛ ولذلك ستضطرّ داعش إلى قطع علاقاتها مع المقاومة.

3. داعش تدعي إقامة الخلافة حول العالم، لكن مسلحي المقاومة يريدون إقامة حكومتهم في منطقة جغرافية محدودة، فإذا نجحوا فسوف يواجه بعضهم بعضا قريبا بعد النصر، لأن هناك فرقا كبيرا بين مصالح الطائفتين.

 

في ضوء ما سبق، يمكن القول أن تحالف داعش والمقاومة تم إنشاؤه فقط على أساس عداوة الإمارة الإسلامية ولا شيء آخر يمكن أن يضمن بقاء هذا التحالف واستمراريته.

ابو صارم
Exit mobile version