الشهادة هي ذلك المقام الرفيع الذي تركه الأنبياء للأمة الإسلامية، وكان نبينا الحبيب صلى الله عليه وسلم دائم التمني أن ينال هذا المقام، ويتمنى أن يمزق جسده في سبيل الله ويرتوي من كأس الشهادة.
أصحاب النبي الكريم صلى الله عليه وسلم تحملوا الكثير من المشقة والتعب للوصول إلى هذا المقام، وقد كافأ الله تعالى عددًا كبيرًا منهم بهذا الفضل العظيم، وجعلهم ضيوفًا للحور العين.
بدأت هذه المسيرة مع استشهاد السيدة سمية والسيد ياسر رضي الله عنهما، وستستمر حتى يوم القيامة، حيث سيكون عشاق الدين الإسلامي المبارك مستعدين للتضحية بأرواحهم في سبيل إعلاء كلمة الله، محققين بذلك حبهم الحقيقي لدينهم.
كما انضم عدد لا يحصى من أبطال وطننا العزيز والمظلوم إلى هذا الركب، وخلال العشرين سنة الماضية من الجهاد، انضمت لهذه القافلة أبطال شجاعة جعلت العالم بأسره يندهش من غيرتهم وشجاعتهم.
ومن الواضح أن الهدية الجميلة من الحبيب تُحفظ للمحبوب المختار، وسيأتي الوقت المناسب لتُقدم إليه. ومن بين هؤلاء الأبطال المجاهدين في الصف الجهادي كان المجاهد البطل السيد المهندس حكمة الله، المعروف بسيف الله، والذي كان يُلقب من قبل رفاقه في المجال الثقافي بـ”جواد بدر”.
الشهيد جواد بدر، رحمه الله، كان مجاهدًا شجاعًا التحق بطريق الحق منذ شبابه، وظل على هذا الطريق بثبات حتى آخر لحظاته، حيث لم يؤثر عليه فراق الأصدقاء، ولا بعد الأقارب، ولا صعوبات الحياة، وظل ثابتًا في مسيرته.
كان الله تعالى قد منح الشهيد بدر صفات أهل الجنة في الدنيا، حيث جذب قلوب رفاقه بأخلاقه الطيبة، وتعامله الحسن، وابتسامته الدائمة، كما أن صمته في المجالس كان يضفي عليها جمالًا إضافيًا.
كانت أمنية الشهيد بدر الوحيدة أن يلتحق بركب رفاقه الاستشهاديين الذين سبقوه إلى الجنة، وفي النهاية، حقق الله عز وجل هذه الأمنية له في فترة الامتحانات والابتلاءات. فقد نال هذا الشرف العظيم في يوم 17 من شهر ربيع الثاني لعام 1446 هـ في ولاية غور خلال مواجهة مع الخوارج، حيث وصل إلى مقام الشهادة الرفيع. (نحسبه كذلك والله حسيبه).
إنا لله وإنا إليه راجعون.