باكستان على حافة الهاوية! الجزء السابع

اقبال حمزه

السبب السابع المحتمل لانهيار باكستان هو الانقسام الوطني العميق الموجود بين السكان. يسكن باكستان بشكل عام أربع قوميات رئيسية: البنجاب، والبلوش، والسند، والبشتون. تعيش هذه القوميات في الغالب ضمن حدودها الجغرافية ومقاطعاتها الخاصة، ولكل قوم تراثها الثقافي وتقاليدها المميزة.

إن هذه الخلفيات الجغرافية المختلفة والعادات المتباينة هي التي أدت إلى نشوء مسافات وانعدام ثقة وشعور بالاغتراب بين هذه القوميات.

كما كانت إحدى السياسات الخطيرة التي انتهجتها المؤسسة العسكرية الباكستانية الظالمة سبباً جوهرياً في تفاقم هذه الاختلافات. لقد كانت استراتيجية قديمة ومستمرة للجيش الباكستاني هي تأجيج الخلافات بين البشتون على وجه الخصوص، وإبقائهم منشغلين بعداوات قبائلية، وتغذية الكراهية المتبادلة بينهم، وقد تم تطبيق هذه السياسة لسنوات عديدة في المناطق البشتونية.

إذا نظرنا إلى المناطق البشتونية في بلوشستان، نجد أن القبائل البشتونية، مثل آجکزئي ونورزئي، كانت متناحرة منذ تأسيس باكستان. وبالمثل، يوجد عداء يمتد لعقود بين عائلتي حميدزئي وغُبيزئي من قبيلة آجکزئي. كما توجد نزاعات بين قبيلتي كاكر وآجکزئي. بالإضافة إلى ذلك، سعى الجيش الباكستاني دائمًا إلى جعل البشتون في مواجهة البلوش.

كان هدف الجيش الباكستاني هو إبقاء هذه القوميات بعيدة عن التنمية، ومشتتة، مع بقاء النخبة البنجابية فقط مسيطرة على سدة الحكم. واستغلالاً لهذا الاختلاف والانقسام المتبادل، تم نهب الثروات المعدنية الثمينة في بلوشستان وخيبر بختونخوا. لقد كانت هذه السياسة مفيدة للجيش لسنوات، لكنها الآن أصبحت آفة عليهم.

اليوم، تغير التفكير الاجتماعي لدى القومية البلوشية، فالآن يقول كل بلوشي تقريباً:  إن البنجاب ينهب مواردهم، ولا يمنحهم حقوقهم، ويتم استخدام ثرواتهم لمصلحة البنجاب.

وبالمثل، يشعر البشتون بغضب شديد، لأنهم يرون أن المؤسسة العسكرية الباكستانية لا تحمي سوى مصالح البنجاب.

ويشتكي السنديون أيضاً من أنهم لا يحصلون على نصيبهم وتمثيلهم العادل في الجيش والهيكل الحكومي.

نتيجة لهذه الاختلافات، فقدت المؤسسة العسكرية الباكستانية شرعيتها على المستوى الوطني، وانخفضت شعبيتها بشكل كبير بين السكان. هذه القوميات الثلاث الكبرى لا تعتبر السلطة العسكرية ملكاً لها، وهي تعتقد أن السلطة الحقيقية تقع فقط في أيدي البنجاب.

لقد سئمت القوميات لدرجة أن البلوش والبشتون أصبحوا الآن يرغبون في تأسيس أوطانهم المنفصلة والمستقلة. ولهذا الغرض، قاموا بتشكيل حركات أصبحت صداعاً كبيراً للمؤسسة العسكرية الباكستانية. ووصلت القومية البلوشية الآن إلى مرحلة الكفاح المسلح لفك ارتباطها عن هيمنة البنجاب وحكمه القسري.

لقد وجهت هذه الانقسامات الوطنية ضربة إضافية للنظام العسكري الباكستاني الذي كان غارقاً بالفعل في مستنقع الأزمات الاقتصادية والأمنية والسياسية. لقد أصبح هذا الانقسام عميقاً لدرجة أن المؤسسة العسكرية تبدو عاجزة وغير قادرة على السيطرة عليه.
كل هذه العوامل مجتمعة تعتبر سبباً أساسياً للانهيار المحتمل المستقبلي لباكستان.

Exit mobile version