باكستان؛ انهيار من الداخل وسياسة خارجية ضعيفة!

خوشحال

أشار ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم إمارة أفغانستان الإسلامية، في مؤتمره الصحفي الأخير في كابول، إلى نقاط مهمة تتعلق بالنظام الحاكم في باكستان المجاورة، مما أثار نقاشًا عميقًا بين الشعب الباكستاني، ومع ذلك، على الرغم من أن حرية التعبير موجودة ظاهريًا، إلا أن انتقاد سياسات الحكومة وإخفاقاتها قد يكلف الأفراد حياتهم، ولا يجرؤ أحد على الإشارة إلى هذه الحقائق المرة.

ربما تكون الحكومة المدنية الظاهرية والحكام العسكريون في باكستان قد أدركوا أنه لم يعد بإمكانهم إخفاء مؤامراتهم الخفية ومصادر دخلهم غير المشروعة، ولا يمكنهم تبرير سياستهم الخارجية، كما أن انتقاد النظام الأفغاني الحالي والهجمات من الحدود الافتراضية لا يخفي هذه المشكلة.

قال السيد مجاهد بوضوح: إن المواطنين المدنيين في باكستان وبعض المسؤولين المؤيدين للحكومة المدنية لا يضمرون الشر بأفغانستان أبدًا، لكن “حلقة حاكمة وقوية” داخل الجيش تريد تشويه سمعة باكستان وتضحيتها من أجل أهداف ومصالح ذاتية. إن الإشارة إلى هذه الحقائق لم تعد خفية على أحد، خاصة وأن الهجمات الانتقامية والدفاعية الصارمة من قبل قوات الأمن الأفغانية على طول الحدود الافتراضية قد كشفت الوجه الشرير للجيش أكثر من أي وقت مضى.

عناد عاصم منير:
قاد عاصم منير، رئيس أركان الجيش الباكستاني الذي يرتدي أيضًا أقنعة زائفة مثل “القارئ” و”الحافظ” و”السيد” المزعوم، باكستان نحو الدمار بمساعدة أصدقائه العسكريين المقربين. لقد نسي آمال وتطلعات شعبه، ومبادئ حسن الجوار، وجميع المعايير المحددة للدولة الجمهورية والديمقراطية.

لقد وضعت مجموعة منير العسكرية والاستخباراتية حتى رئيس الوزراء شهباز شريف تحت سيطرتها، وصنعوا له شخصية بالقوة، ومنحوه لقب “فيلد مارشال” بعد حرب فاشلة ضد الهند، وهو لقب مثير للسخرية. علاوة على ذلك، فإن ممارسة الضغط لصالح الولايات المتحدة ثم التصرف المتملق لرئيس الوزراء الباكستاني في مؤتمر مصر لا يزال يهز سمعة باكستان في الرأي العام ويسيء إليها.

استياء شعبي:
تجري حاليًا ردود فعل واسعة في باكستان؛ حيث أدان الشعب هجمات الجيش الباكستاني على الأراضي الأفغانية والمدنيين الأفغان، وطالبوا مرارًا بحل مشكلاتهم الداخلية بدلاً من عبور الحدود مع أفغانستان. لكن الجيش الباكستاني تجاهل هذا الطلب وخنق أصوات الناس. لا يمكنهم حتى تفسير خسائر وأضرار الجنود التي لحقت بهم من قبل القوات الأفغانية في هجماتهم الانتقامية والدفاعية.

مشروع داعش:
الجيش الباكستاني، الذي يحقق أهدافه الإستراتيجية دائمًا من خلال تدريب ودعم الجماعات الإرهابية، يلقي الآن التراب في عيون العالم من خلال إيواء داعش في أوركزاي ومناطق أخرى. يعتقدون أنه يمكنهم مرة أخرى عقد صفقات مع العالم وتقديم التكفيريين الذين ربّوهم كتهديد كبير للعالم. حتى أنهم يزعمون مرارًا أن هؤلاء الخوارج يأتون من أفغانستان، بينما ليس لأي مجموعة استخباراتية أجنبية، بما في ذلك داعش، مكان للاستقرار في أفغانستان. بل إن الجيش الباكستاني هو الذي ينفذ مثل هذه المشاريع السيئة.

العجز أمام حركة طالبان باكستان (TTP):
إنها حقيقة أن حركة طالبان باكستان هي حاليًا أكبر مصدر إزعاج للحكومة العسكرية الباكستانية، وفلسفة وجودها متجذرة في الظلم والظلم الذي لا حدود له من قبل الجيش في خيبر بختونخوا والمناطق القبلية. ينشط مقاتلو حركة طالبان باكستان بشكل علني في المناطق القبلية ويهاجمون المراكز والأهداف العسكرية يوميًا، لدرجة أن الميليشيات الباكستانية لم تعد قادرة على مواجهتها، وقدرتها العسكرية موضع تساؤل أمام الولايات المتحدة والدول الأوروبية. ولهذا السبب، فإنهم يتذرعون مرارًا بأن حركة طالبان باكستان تهاجمهم من الأراضي الأفغانية وأن الإمارة الإسلامية تدعمهم.
لكن باكستان لم تتمكن حتى الآن من تقديم الأدلة على هذه الدعاوي. يجب عليها أن تعترف بعجزها وأن تقبل بحركة طالبان باكستان كواقع محلي خارج أفغانستان.

المخدرات والتهريب:
لدى “الحلقة العسكرية القوية والشريرة” التي تحكم باكستان أعمالها الخاصة أيضًا. حصل الكثير منهم على جنسيات أوروبية وأمريكية ليعيشوا هناك في الأيام الصعبة أو بعد التقاعد. بالإضافة إلى الحفاظ على الجماعات التكفيرية وتدريبها، فقد نشروا أيضًا شبكة من المخدرات والتهريب والاختطاف على أراضيهم، ويكسبون ملايين الدولارات من خلالها ثم يستثمرونها كـ “أموال سوداء” في أعمالهم.
نظرًا للمشكلات والعلل المذكورة أعلاه، لا توجد طريقة أخرى لكي تتمكن هذه الجماعات العسكرية من الحفاظ على علاقات مبدئية مع جيرانها في إطار السياسات الشرعية الحالية للعالم. إنهم لا يفهمون لغة الحوار والسياسة، كما أن بلادهم غير مقبولة كدولة موثوقة في المنطقة والعالم. وبالتالي، فإن شرعية هذا النوع من السياسات الباكستانية تتعرض للتشكيك يومًا بعد يوم.
أظهرت الاشتباكات الأخيرة بين البلدين أنه لا يمكن هزيمة أفغانستان عسكريًا أو بلغة التهديد. تتمتع أفغانستان بدعم شعبي وشرعية تجعل كل مواطن ينضم طواعية إلى هذه المعركة ويدافع عن كل شبر من أرضه ووطنه.
تطرح أفغانستان مسألة شرعية وكرامة باكستان كجار جيد، وقد نصحت دائمًا بأن وقت التستر والتهديد قد انتهى. لدى الأفغان الآن حكومة قوية وتنافسية، ولأول مرة، يتعاملون مع جيرانهم ودول المنطقة بناءً على سياسة لا تفقد أولوياتها أبدًا.
من الأفضل لحلقات الجيش الباكستاني الخاصة ألا تزيد من تشويه سمعة بلادهم، وألا يتركوا العداء للجيران ودول المنطقة كتراث تاريخي لشعبهم. بل من الأفضل لهم أن يتأملوا في كرامتهم ومسألة بقاء مستقبلهم في الجغرافيا العالمية. والأهم من ذلك، يجب عليهم تحويل جيشهم حقًا إلى جيش وطني، والدفاع عن شعبهم وأرضهم، وعدم جعله متاحًا للعالم كقتلة مأجورين ومرتزقة. وإلا، فقد تتكرر التجارب التاريخية للجيش الباكستاني ضد الهند وبنغلاديش.

Exit mobile version