داعش، وهي جماعة إرهابية متطرفة، تأسست بشكل رسمي في عام 2014 ميلادي. في بداياتها، ادعت الجماعة سعيها لإنشاء خلافة إسلامية عالمية، وفرضت سيطرتها على مناطق واسعة في العراق وسوريا. ومع ذلك، فقد فقدت تدريجياً ما كانت تسيطر عليه بسبب سوء تفسيرها للدين وتطرفها المفرط.
على الرغم من أن داعش تدّعي أنها تسعى لإقامة خلافة إسلامية، إلا أن أفعالها شوهت صورة النظام الإسلامي.
إن أفكار داعش حول الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة تُعرض باسم الإسلام، ولكنها تعرضت لانتقادات جادة من العديد من العلماء المسلمين والمفكرين الإسلاميين.
في الإسلام، تشير الخلافة إلى قيادة المجتمع بناءً على العدل والشورى واحترام حقوق الإنسان. فقد تم اختيار الخلفاء الراشدين بناءً على البيعة والمشورة، وليس من خلال العنف والقوة. أما الطريقة التي تتبعها داعش للوصول إلى السلطة وفرض الخلافة، فلا تمت بصلة إلى الخلافة الإسلامية الحقيقية. فالنظام الذي يقوم على الخوف والإرهاب يفتقر تماماً إلى أي شرعية دينية.
يركز الشريعة الإسلامية على العدل والرحمة والإصلاح، كما تُنفذ العقوبات فقط في ظل ظروف صارمة وبعد إثبات الجريمة بالكامل. إلا أن داعش تطبق الشريعة بشكل متطرف وخاطئ، مما يجعلها وسيلة لقمع المعارضين.
الجهاد، الذي يُعدّ خطوة هامة وأساسية لتحقيق الخلافة الإسلامية، يُعرف في الإسلام بأنه النضال ضد الظلم والدفاع عن المظلومين. وبموجب القوانين الإسلامية، يجب حماية المدنيين والنساء والأطفال وحتى كبار السن من الأعداء أثناء الجهاد. ولكن داعش، خلافاً لهذه التعاليم، تستهدف المدنيين وترتكب جرائم حرب تتعارض مع القيم الإسلامية.
الخلافة الإسلامية تُبنى بهدف تحقيق وحدة الأمة، وهذه الوحدة تعدّ أهم أهدافها. في المقابل، تفرّق داعش بين المسلمين من خلال التكفير، مما يؤدي إلى تدمير هذه الوحدة. بدلاً من تعزيز الإسلام، تعمل على خدمة أعدائه.
الشريعة الإسلامية وُضعت لتحقيق العدل والرحمة والأمن والرفاهية. ومع ذلك، فإن تصرفات داعش لا تعود بأي خير على الأمة الإسلامية، بل تسهم في تشويه صورة الإسلام عالمياً وتدمير مكانة المسلمين على الساحة الدولية.
ومن كل ما سبق يتبين أن أفكار داعش تتعارض مع المبادئ الأساسية للإسلام والتوجيهات القرآنية. إن هذه الجماعة من خلال تحريفها للمفاهيم الإسلامية وتفسيراتها المتطرفة لا تُلحق الضرر بالمجتمعات الإسلامية فحسب، بل تخلق أعذاراً لتخويف العالم من الإسلام.
إضافة إلى ذلك، فإن داعش، رغم معارضتها لجميع الأحزاب الجهادية والسياسية في العالم الإسلامي، تهاجم الآن النظام المقدس للإمارة الإسلامية. هذا النظام، الذي يُدار في أفغانستان على أساس الشريعة الإسلامية، يهدف أساساً إلى تطبيق أحكام الإسلام. فجميع قوانين هذا النظام وسياساته وقراراته يتم إعدادها وتنفيذها في ضوء الفقه الحنفي.
على عكس الأنظمة الديمقراطية، لا يعتمد نظام الإمارة الإسلامية على الانتخابات العامة أو البرلمانات، بل يستمد شرعيته من الدين. ويتم تعيين كبار المسؤولين فيه من قبل القيادة، ويُشترط أن يكونوا ملتزمين بالشريعة وبمبادئ الإمارة.
تدعم الإمارة الإسلامية القيم الإسلامية والثقافية والتقليدية لأفغانستان، وتسعى لحماية المجتمع من التأثيرات الثقافية الغربية. ويولي هذا النظام أهمية خاصة لتعزيز الأمن، كما وضع عقوبات شرعية صارمة لمنع الجرائم، مثل الحدود والقصاص والتعزيرات، بهدف الحفاظ على النظام في المجتمع.
وعلى الرغم من كل هذه الخصائص الشرعية، لا تزال داعش تُظهر عداوة شديدة تجاه الإمارة الإسلامية وتهاجم مكانتها المقدسة. فداعش ليست فقط معارضة لنظام الإمارة الإسلامية في أفغانستان، بل في صراع مع العديد من الجماعات الإسلامية والجهادية الأخرى بسبب الاختلافات الأيديولوجية والاستراتيجية، وتسعى لفرض الأحكام الدينية بناءً على تفسيراتها المتطرفة فقط.