بقلم: ماهر بلال
بادئ ذي بدء أشارك التعازي الحارة مع الشعب البنغالي المسلم وأخص بأحر التعازي وأصدق المواساة أولئك الذين تضرروا في فظائع أقدمت الحكومة عليها, أتمنى فردوس الأعلى للشهداء وللجرحى الشفاء العاجل, والنجاح والتوفيق لمسيرتهم.
ظهرت بنغلاديش الحديثة كدولة مستقلة عام 1971 بعد انفصالها عن باكستان في حرب الاستقلال البنغلاديشية, وعندما استقلت باكستان عن الهند صارت بنغلاديش جزء من باكستان وكانت تطلق عليها تسمية باكستان الشرقية.
بعد سنوات من حصولها على الاستقلال عن الهند, الإهمال الاقتصادي والتمييز السياسي واللغوي الذي كان يمارسه الحكومة الباكستانية تجاه شعوب شرق باكستان أدى إلى ثورة شعبية ضدها, وذلك الأمر أدى إلى قيام حرب الاستقلال في عام 1971 وانفصال باكستان الشرقية من قبضة حكومة باكستان الظالمة الجابرة وقيام دولة بنغلاديش الحديثة.
نتجاوز كل هذا إلى مناقشة رئيسية:
في الأول من يوليو الماضي بدأ الطلاب في بنغلاديش حراكهم بإغلاق الطرق العامة والسريعة وخطوط السكك الحديدية تنديدا بنظام الحصص في الوظائف العامة، ومطالبين بخفض الحصص لما أنها أدى إلى ضياع حقوقهم ولا يستطيعون الحصول على حقوقهم بشكل آمن, مبدئيا الديكتاتور حسينة واجد لم تكن مستعدة لقبول هذه المطالب البسيطة للطلاب الجامعية فقط بل طغت وتجبرت. وبسطت يدها إلى العصا لتضبط بها مظاهرات شعبية عارمة فشرت حكومتها بقيادة الجيش تعتقل وتقتل وتقمع وتوقع الجرحى في صفوف المظاهرين, فهي قتلت وأصابت وسجنت المئات من الطلاب العزل وعامة الناس ولكنها لم تستطع بذلك إيقاف المظاهرات بل زادت النار إشعالا ولهبا.
الحمد لله, أتت تضحيات الشعب البنغالي بالثمار وانتهى المطاف بهروب الديكتاتورة العميلة حسنية واجد من الوطن ذليلة.
كان من واجب المنظمات الدولية وعادة حقوق الإنسان والأطفال في مثل هذه الحالات السعي لوقف الفظائع أو مساعدة المظلومين برفع الصوت والوقوف بجانبهم, ولكنها حين لم تجد مصالحها ومأربها في الوقوف معها فتجاهلت وتقاسعت عن القضية وهمشتها كعادتها.
دأبت هذه المنظمات وليس فقط في أفغانستان بل في العديد من البلدان الفقيرة كأفريقيا وصومال وسوريا وعراق وباكستان وغيرها دوما على إعطاء الأولوية لمصالحها الخاصة, وما فعلتها تحت غطاء مصلحة الشعوب هي أصلا لم تصب في مصلحتها ولم تنفعها بل بالعكس أتت بالخسارة الكبرى لهم.
واليوم أثمرت تضحيات وجهود شعب بنغلاديش المسلم ونجحت ثورتهم فهنيئا لهم.
وإنني كمسلم أوصي وأنصح إخواني في بنغلاديش على أساس الأخوة الإسلامية أنه لا يوجد نظام سوى النظام الإسلامي يمكنه حل مشاكلكم الأساسي, اسعوا من فضلكم حكموا في بلدكم النظام الاسلامي, ورزقكم الله فرصة ذهبية لإقامة نظام إسلامي, ولئن فعلتم فستكونون في مأمن من الظلم وهضم الحقوق إلى الأبد.
تعلموا من الأفغان