لقد سمعت الكثير عن القصص المذهلة عن جرائم داعش بحيث اقشعر جلدي، وقلت في نفسي كم هؤلاء غير متدينين وبعيدين عن الإسلام!
صار اليوم كل شخص في أفغانستان سياسيا، فإذا لم يكن لديه أي شيء آخر ليفعله، فإنه يجلس في مكان ويتحدث عن السياسة، حتى إن لم تكن لديه معلومات، فإنه لا يزال يشغل المجلس بكلامه.
كنت مسافراً إلى ننجرهار، وكان هناك شخصان يجلسان بجانبي في سيارة كورولا، وكانا يتناقشان بشدة حول جرائم وتصرفات داعش، وكان أحدهما من سكان منطقة نائية في ولاية خوغياني.
أحد سكان خوغياني أخبر صديقًا كان يجلس بجانبه أنه عندما بدأت داعش النشاط لأول مرة في منطقتنا، أعلنت في القرى أن يضع كل من يملك البنات علما على منزله حتى يكون راشدا لهم بتواجد فتيات صغيرات في هذا المنزل.
لكن مع مرور الوقت تم تنفيذ هذه الأجندة بالقوة والقمع على أبناء المنطقة؛ أي أنه كان واضحاً للجميع وجود فتيات صغيرات في المنزل الذي يرفع فيه العلم.
باختصار، رفعت الأعلام فوق البيوت، ثم دخلت داعش/الخوارج تلك البيوت، وزوجوا بناتهم قسراً دون مهر، ولم يكن لأحد القدرة على منعهم، ولو حاول أي شخص منعهم، لكانوا قطعوا رأسه.
الناس الذين كانوا جالسين في السيارة وأنا منهم، شكروا الله عز وجل أن تحررنا من أيدي الخوارج وتوفرت لنا شريعة ونظام إسلامي تصان فيه حقوق كل مسلم ومؤمن وأفغاني، وتسود البلاد أجواء الأمن، وتحقق السلام، ولا تضيع فيها حقوق أحد، ولا يؤذي أحد الآخر.
من هنا، أصبح واضحاً أن داعش/ الخوارج، والجماعات السيئة والشريرة والفاسدة التي تخالف النظام الإسلامي والشريعة، لم يعد لها مكان تعيش فيه في البلاد، لأن القوميات الأصيلة كالبشتون والطاجيك والهزارة والأوزبك والباشيان والإيماق والبلوش والنورستاني و… متحالفون مع الإمارة الإسلامية.
ولن تسمح هذه القوميات لأنشطة الجماعات المناهضة للإمارة أن تزرع بذور الفتنة في هذه الأرض الطاهرة مرة أخرى.