الذين يشعلون النيران في أفغانستان والمنطقة، موطنهم في مكان آخر!

عزیز

إن هذه الحادثة تبرز مرة أخرى حقيقة بيئة الأمن والسياسة في المنطقة، وهي أن التمويل الحقيقي، والتدريب، والأنشطة التنظيمية لجماعة داعش لا تتمركز جغرافياً في أفغانستان، بل في مكان آخر. كان لأحد قادة الجماعة المهمين، المعروف باسم “حسن”، دور بارز، وقد قُتل أمس على يد مسلحين مجهولين في مدينة كراتشي الباكستانية.
وكان “حسن” من مدينة بيشاور في إقليم خيبر بختونخوا، وقد لعب دوراً محورياً داخل صفوف داعش لفترة طويلة.

كان من بين أعضاء تنظيمه الذين يمتلكون مهارات خاصة في الاستخبارات، والتنظيم العسكري، والعمليات القتالية، وبناءً عليه يُعتبر عنصراً موثوقاً وخطيراً داخل داعش.
رغم أن مقتله يُنظر إليه على أنه فقدان لركيزة مهمة في الجماعة، إلا أنه أكثر من ذلك، فهو علامة واضحة على أن تمويل داعش خراسان، وتخطيطها، وتقويتها تأتي من خارج أفغانستان.
وهذا الحدث يتماشى مع ما أكدت عليه “الإمارة الإسلامية” مراراً استناداً إلى الأدلة والاعتقالات، بأن داعش لا تحظى بدعم محلي في أفغانستان، ولا تمتلك قاعدة ثابتة هناك، بل هي مشروع مستورد يُستخدم ضد أفغانستان.
من المهم للمجتمع الدولي ألا يراها مجرد جريمة فردية، بل أن يعتبرها إشارة لفهم الحقائق الأمنية الحقيقية في المنطقة، لأن هؤلاء الأفراد هم قطع الشطرنج الإرهابية المرتبطة بالسياسة والاستخبارات والألعاب العالمية. جذور الإرهاب هي في مكان صناعة هذه القطع، وليس حيث يُتخذ موقف قوي ضدها.
يجدر بالذكر أن حسن كان في الأيام الأخيرة يحاول تمهيد الطريق لتنفيذ تفجيرات داخل أفغانستان لصالح داعش، لكنه قُتل قبل أن تنفذ خططه على يد مسلحين مجهولين، وهذا دليل إضافي على أن خطط الجماعة ليست مرتبطة بأفغانستان بقدر ما تتلقى تعليماتها من دولة مجاورة.
وجودهم ونشاطاتهم على الأراضي الباكستانية، وجهودهم في تنظيم الهجمات من هناك، لا تترك شكاً في أن داعش خراسان تُدار من خارج حدود أفغانستان، وتزدهر بدعم خاص.
هذه الحوادث تؤكد دعم موقف “الإمارة الإسلامية” فيما يتعلق بالأمن. فقد أوضحت الإمارة طويلاً أن داعش لا تُدار من الأراضي الأفغانية، بل من مناطق باكستانية، خصوصاً بلوشستان، وخيبر بختونخوا، ومدن أخرى مثل كراتشي. هذه هي المراكز التي توظف فيها داعش، وتتلقى التدريب، وتتلقى الملاذ والتمويل، ومن هناك تُخطط الهجمات ضد أفغانستان من حين لآخر.

Exit mobile version