الدفاع المشروع؛ هو الحق الذاتي للأمة الإسلامية في مواجهة العدوان!

عزیز حارث

في العالم الحالي، يُعتبر احترام سيادة الدول وسلامة أراضيها من المبادئ الأساسية للقوانين الدولية. ومع ذلك، تستغل بعض الدول الأنظمة القائمة على القيم الدينية، بحسن نية أو بدونه، وتختبر صبر الأمم التي تعتبر الكرامة والعزّة جوهر وجودها. إنّ الاعتداءات الجوية لباكستان على كابل والمناطق الحدودية ليست مجرد انتهاك واضح لقاعدة الجوار والقوانين الدولية، بل تشير أيضاً إلى حقيقة مريرة مفادها أن الأعداء لا يفهمون لغة الصبر والسلم.

يجب أن يعلموا أن أمة تُعرّف ذاتها في ضوء الإسلام، وبحكم العقل والشريعة والقانون، ترى أن الدفاع المشروع ليس خياراً فحسب، بل واجب إلهي وقومي.

الدفاع المشروع مبدأ مقبول في جميع الأنظمة القانونية العالمية. فطبقاً لميثاق الأمم المتحدة، لكل دولة حق الدفاع عن نفسها وسيادتها الإقليمية ومواطنيها ضد أي هجوم مسلح. هذا الحق فطري وغير قابل للإنكار. لذلك يحق للدولة التي تتعرّض للاعتداء اتخاذ الإجراءات اللازمة لدرء الخطر ومنع التعدّي.

إلى جانب هذه الوثائق الدولية، تؤكد تعاليم الإسلام أيضاً أن الدفاع عن النفس والمال والنسوة والأرض الإسلامية ليس جائزاً فحسب بل واجب. يقول القرآن الكريم في سورة البقرة آية 190: وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ، ما يبيّن مشروعية الدفاع عن النفس ضد المعتدي.

حكومتكم — إمارة أفغانستان الإسلامية — اعتمدت على التعاليم الإسلامية وظلت ملتزمة دوماً بمبدأ الحوار والتفاهم والحفاظ على علاقات طيبة مع الجيران. هذا السلوك ليس دليلاً على ضعف، بل يعكس حلمًا وصبرًا ورؤية مستقبلية في سياسة دولة إسلامية خارجيّة. لكن بعض الأعداء يقدّرون هذا الصبر كاستهانة ويختبرون صبر أمة أفغانستان من خلال اعتداءاتهم.

يشهد التاريخ المجيد لهذه الأرض أن أفغانستان لم تُخضع نفسها يوماً لظلم القوة. كما هُزم قوى كبرى في هذه الأرض سابقاً، فإنّ كل معتدٍ اليوم سيواجه موجة الأبطال الشجعان الذين يعتبرون الدفاع عن الوطن عبادة.

وبالنظر إلى الاعتداء الصريح على الأجواء الأفغانية وقصف مناطق منها بما فيها العاصمة كابل من قبل باكستان، فإن لأفغانستان، وفقاً للقوانين الدولية والموازين الإسلامية، حق الدفاع المشروع. الدفاع عن النفس والكرامة والمال والأرض أمام أي تعدّ ليس مجرد جريمة بل جائز ومشروع، وهو مبدأ معترف به على السواء في القوانين الدولية والفقه الإسلامي عند توافر الشروط.

أثبت الشعب الأفغاني المجاهد أنه لم يتراجع عن عزمه الصلب في الدفاع عن وحدة أراضيه في أصعب الأوقات. واليوم أيضاً أولئك الأبطال المستيقظون والمهيأون جاهزون لردّ قاسٍ ومزلزل على أي اعتداء. ينبغي أن يعلم المعتدون أن هذه الأرض لم تعد ساحةً لاعتداءات بلا ردّ.

ستبقى حكومة أفغانستان الإسلامية، معتمدةً على دعم الشعب وثقة الله القادر المطلق، لا تتردّد في اتخاذ أي إجراء لازم للدفاع عن حدود الوطن وممارسة حقها المشروع في الدفاع. كما وعد الله في كتابه: وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ
﴿وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾

Exit mobile version