الخوارج لا يعقلون كلام الله؛ وفيما يلي بعض الأمثلة! الجزء الأول

قيس نعماني

يقول الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله في كتابه “فتح الباري شرح صحيح البخاري”:

“قوله: وکان إبن عمر يراهم شرار خلق الله الخ… وصله الطبري في مسند علي من تهذيب الآثار من طريق بكير بن عبد الله بن الأشج أنه سأل نافعا كيف كان رأي بن عمر في الحرورية؟ قال: كان يراهم شرار خلق الله انطلقوا إلى آيات الكفار فجعلوها في المؤمنين. قلت: وسنده صحيح”. (فتح الباری بشرح صحيح البخاری ۲۸۶/۱۲).

وهذا الانحراف يدل على جهل الخوارج وضلالهم. يقول الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله عن جهل الخوارج: “إلا أنهم کانوا يتأولون القرآن علی غير المراد منه ويستبدون برأيهم …”(فتح الباري بشرح صحيح البخاري ۲۸۳/۱۲).

ومن أهم أسباب جهلهم وسوء فهمهم هو لسانهم المتطاول الذي يستحل تكفير المسلمين وسفك دماءهم.

وفي موضع آخر، يقول الحافظ ابن حجر العسقلاني: إن الخوارج لما حكموا بكفر من خالفهم استباحوا دمائهم، وتركوا أهل الذمة، فقالوا نفي لهم بعدهم، وتركوا قتال المشركين واشتغلوا بقتال المسلمين، وهذا كله من آثار عبادة الجهال الذين لم تنشرح صدورهم بنور العلم ولم يتمسكوا بحبل وثيق من العلم، وكفى أن رأسهم ردا على رسول الله صلى الله عليه و سلم وأمره، ونسبه إلى الجور.” (فيض الباري بشرح صحيح البخاري ۳۰۱/۱۲)

وذلك لأن الخوارج عندما حكموا بتكفير من خالفهم، استحلوا دماءهم، وأطلقوا سراح أهل الذمة، قالوا: نوفي لهم ما علينا، فبدلاً من قتال المشركين قاتلوا المسلمين.

كل هذه آثار عبادات الجاهلين الذين لم يتمسكوا بحبل العلم المتين، ويكفيهم جهلاً وضلالاً أن زعيمهم رفض حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم واتهمه بالظلم والجور.

كل هذا يحدث عندما يتجنب الفرد العلماء، ولا يحضر مجالسهم، ولا يخالطهم، بل ينشأ لديه الحقد والعداء تجاههم، ويسيء تفسير أقوالهم، ويسيء فهمها، حتى يصل به الأمر إلى حد العداء لهؤلاء العلماء والمؤمنين. في هذا الفخ الشيطاني، يصبح أحيانًا أداة في يد شخص، وأحيانًا أخرى أداة في يد شخص آخر، ثم يستخدمه حيث يشاء.

يقول المثل البشتوني: “لا في دين ولا في دنياه”، وفي العصر الحاضر، سيكون مصير الخوارج النهائي كهذا المثل؛ فلن تستقيم لهم دنياهم ولا حياتهم الآخرة، وبالإضافة إلى ذلك فإنهم يتحملون أيضاً عبء خطايا وقتل علماء الأمة الإسلامية الكبار.

Exit mobile version