الخوارج؛ وباء كالسّرطان في جسد الأمة المسلمة!

ثابت منصور

الخوارج جماعة سوداء، ذليلة، مثيرة للفتن، تتخفّى في لباس أهل الحق، وقد شوّهت الإنسانية بأفعالها القبيحة وسلوكها المشين. يقدّمون أنفسهم على أنهم مسلمون حقيقيون مخلصون لله جل جلاله، ويدّعون أنهم أكثر التزامًا بالشريعة من غيرهم، ولكن عند عرض أعمالهم على ميزان الشريعة نجد أنها تصطدم بالدين بشكل واضح وصريح.

الخوارج دائمًا يتسترون بلباس المسلمين ليضعفوا هذا الدين من الداخل، وقد صرفوا جيوش المسلمين عن الفتوحات. وفي العصر الحاضر، قدّموا خدمة كبرى لأمريكا وإسرائيل، إذ وفّروا لهما فرصة ذهبية لعزل المجاهدين والمسلمين عن التقدّم والوحدة والنصر.

أثناء الغزو الأمريكي للعراق، كان هناك مقاومة مقدّسة بقيادة أبي مصعب الزرقاوي هزّت كِبْر أمريكا وأدخلتها في مأزق، ومع أن الجهاد كان يسير نحو النصر، استشهد هذا البطل العظيم، عندها ظهر الخوارج، فحرَموا جيش الجهاد من فتوحاتهم، وأعادوا الأمل إلى أمريكا، وجددوا قوتها، وفتحوا الباب من جديد أمام وحشيتها ضد المسلمين.

الخوارج بدأوا بمضايقة المجاهدين المخلصين، فأُضعفت صفوفهم، وأُبعد الكثير منهم عن ساحات القتال؛ أولئك الذين كانت أمريكا ترتعد من أسمائهم وأفعالهم، صاروا إمّا معتقلين أو مبعدين عن العراق على يد هذه الفئة الضالّة.

وبعد العراق، حين كانت فصائل المجاهدين في الشام (سوريا) تسير بسرعة نحو الفتوحات، وقفت هذه الجماعات الفتّانة في وجههم، وحرمتهم مجددًا من الانتصارات. وتحت مسميات مختلفة، فتحوا جبهات القتال ضد أهل الحق.

لقد منحت هذه الفئة أمريكا وإسرائيل أعظم فرصة وغرور، فلو لم ينضموا إلى صفوف شباب الأمة، ولو لم يعتمدوا عليهم، لكان غرورهم اليوم قد دُفن كما دُفن في أفغانستان.

واليوم، إذا نظرنا، نجد أنه حيثما يجاهد المسلمون الكفار، يكون الخوارج في مواجهتهم، يمنعون انتصارهم، وكل ذلك وهم يقدّمون أنفسهم على أنهم أهل الحق، ويطلقون على صفوفهم الباطلة اسم “جيش الحق”.

لكننا نعرف حقيقتهم ومن يقف وراءهم؛ فأغلب قادتهم على اتصال بالموساد وبـ(CIA)، ويحصلون على الدعم منهم، واقتصادهم قائم على دماء المجاهدين الصادقين والعلماء، وهي دماء طاهرة يبيعونها لأمريكا وإسرائيل ليقيموا عليها بنيانهم الاقتصادي.

يجب على أتباع هذه الجماعة السوداء أن يدرسوا تاريخهم السابق، ويميزوا بين الحق والباطل، وألا يتمسكوا بهذه الحبال السوداء بعيون مغمضة، وإلا فإنهم سيقفون يوم القيامة أذلاء أمام الله، ومآلهم جهنم، إن شاء الله.

Exit mobile version