الخوارج؛ مدعو التكفير، لكنهم واقعون في الكبائر! الجزء الأول   

أحمد شكيب

الإسلام دين السلام، والرحمة، والاعتدال، والعلم، والإصلاح. فهو لا يوجه الإنسان نحو العبادة والروحانية فقط، بل يؤسس أيضًا للنظام الاجتماعي، والعدل، والسلام.

لكن للأسف، عبر التاريخ، كلما خطا المسلمون خطوات نحو الوحدة والاستقرار، ظهرت جماعات تزرع الفتنة، وسفك الدماء، والتفرقة، والتطرف، ومن أخطر تلك الجماعات وأكثرها تطرفًا ودمارًا باسم الدين: الخوارج، أولئك الذين يرفعون شعارات التقوى والدين، بينما هم غارقون في ارتكاب كبائر نهى عنها القرآن والسنة بأشد الوعيد.

الخوارج فتنة تتلبّس بلباس العبادة والغيرة الدينية والإصلاح، لكن حقيقتها هي الفساد، والقتل، والخيانة، والأفكار المناهضة لروح الإسلام. فهم يدّعون تكفير المسلمين، بينما هم أسرى للذنوب التي يخجل منها حتى أعداء الإسلام الحقيقيون.

ومن أخطر ما فيهم أنهم يغررون بعامة المسلمين، خصوصًا الشباب، عبر مظاهرهم الدينية، وكلماتهم الحماسية، ومواقفهم المتشددة، فيوهمونهم بأنهم وحدهم على الحق، وأن سائر الأمة على ضلال، بينما الحقيقة أن الخوارج قد خرجوا من روح الإسلام المعتدلة والرحيمة والعقلانية، وهم يحاربون جوهر الدين باسم الدين.

وفي هذه السلسلة نحاول أن نوضح، بالأدلة الصريحة، بعض الكبائر التي لا يرفضها فقط الشرع الإسلامي، بل يخالفها العقل والفطرة كذلك، إلا أن الخوارج غارقون فيها.

وفيما يلي بيان تفصيلي لأبرز الكبائر التي يقع فيها الخوارج:

1. قتل الأبرياء:

الإسلام يعتبر دم الإنسان محترمًا، حتى لو كان كافرًا، قال الله جل جلاله:

{من قتل نفسًا بغير نفس أو فسادٍ في الأرض فكأنما قتل الناس جميعًا} (المائدة: 32)

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم» (رواه الترمذي)

لكن الخوارج يخالفون القرآن والسنة، فيقتلون الأبرياء من المسلمين، والعلماء، والنساء، والأطفال، والعامة، وقد أثبتت هجماتهم وتفجيراتهم واغتيالاتهم أن دم المسلم لا قيمة له عندهم، ينفذون مخططاتهم الخبيثة باسم الدين، بل وصل الأمر إلى مهاجمتهم للمساجد، والمدارس، والمراكز العلمية.

Exit mobile version