التقابل الفكري والعَقَدي بين الإسلام والديمقراطية!

یوسف بدري

الديمقراطية من أبرز المفاهيم في العالم المعاصر، وقد نالت أكبر قدر من الترويج والمديح، وقُدمت للعالم باعتبارها طريق نجاة للبشرية. إنها نظام رفع شعار “حكم الشعب”، لكنه يخفي وراءه نوايا سوداء من الكفر والاستكبار والاستغلال والعداء الصريح لنظام الله تعالى.

فالديمقراطية ليست مستمدة من أحكام الله، بل هي نتاج بشري محض، نشأ من سلسلة التجارب البشرية الخاطئة. ففي هذا النظام لا يكون معيار الحق والباطل حكم الله، بل رأي الأغلبية. فإذا صوّتت الأغلبية على الشرك أصبح قانونًا، وإذا صوّتت على الفحشاء أُضفيت عليها الشرعية باسم الحرية. وهذا أصل خطير يصطدم بوضوح مع التوحيد والعدل والشريعة الإلهية.

إن نظام الديمقراطية يرفع دائمًا شعار “الحرية الإنسانية”، لكن تحت هذا الشعار ارتُكبت أفظع صور الظلم والعدوان والاستغلال. واليوم، وباسم الديمقراطية، تعيش الشعوب المسلمة تحت القصف والاحتلال والعقوبات الاقتصادية والضغوط السياسية والمؤامرات الاستخباراتية. فالأمم التي تسعى إلى إقامة نظام ديني وشرعي ومستقل تتعرض للهجوم بذريعة الديمقراطية.

أما الإسلام، فعلى العكس، نظام إلهي قائم على الوحي. السلطة فيه لله تعالى وحده، لا للإنسان. والشريعة توجه حياة الإنسان في جميع جوانبها، وتنسجم مع فطرته، وتشكل درعًا إلهيًا أمام الفساد والظلم والضلال. إن الإسلام يقيم نظام الحكم على أساس العدل والقسط والمسؤولية والتقوى والشورى، لا على أساس تحويل الباطل إلى حق عبر أصوات الأغلبية.

وعلى المسلمين أن يكونوا واعين، فلا تنطلي عليهم شعارات الديمقراطية البراقة. فهي فخ فكري صُمم للقضاء على القيم الإسلامية. هذا النظام لم يحل مشكلات البشر، ولم يحقق العدالة، ولم يقضِ على الاستعمار، ولم ينصر المستضعفين، بل عمل كنظام رسمي بيد المستكبرين للتحكم في مصير العالم.

ولا يزال هناك متسع من الوقت كي يعود المسلمون إلى أصلهم، ويقيموا أنظمتهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية على أساس الشريعة الإلهية. إنه واجبنا أن نزيل القناع القذر والمجرم عن وجه الديمقراطية، وأن نُظهر حقيقتها للناس، وأن ندعو إلى النظام الإسلامي؛ فهو وحده الذي يضمن فطرة الإنسان وكرامته وفلاحه.

Exit mobile version