بقلم: مبارز هروي
قبل عشر سنوات، في 29 يونيو 2014، صعد رجل يرتدي ملابس سوداء وعمامة إلى منبر مسجد النوري الكبير في الموصل وتفوه بعبارات غير عادية.
هذه العبارات لم تدهش فقط سكان الموصل، بل وأدهشت شعب العراق والعالم بأسره.
نعم! كان هذا الرجل الخليفة المعلن أبو بكر البغدادي، الذي أعلن في هذا اليوم عن إقامة الخلافة.
خلافة جعلت العالم الكافر يرتعد عند سماع اسمها وذكرتهم بذلهم.
قسم هذا الحدث المسلمين إلى فريقين، بعضهم أبدوا فرحتهم لسماع هذا الخبر، والبعض الآخر شعروا بالحزن والأسى.
تمكن خوارج داعش من استغلال اسم الخلافة بشكل سيئ لجذب العديد من الشباب من جميع أنحاء العالم إلى العراق وسوريا.
هؤلاء الشباب الذين كانوا يحملون درجات علمية عالية، مثل الأطباء والمهندسين وغيرهم، وكان يمكنهم تقديم خدمات جليلة لهذا الأمة في المستقبل، لكن للأسف خدعوا بشعارات داعش الدعائية وانضموا لهذه الجماعة الخارجية.
مع مرور الوقت، لم يدرك فقط علماء الأمة الإسلامية بل أكثر من 99٪ من الناس أن خلافة داعش كانت خدعة، بل وحتى وباء أثّر سلبًا على المسلمين وألحق ضربات قاتلة بجسد هذه الأمة.
بعد إعلان الخلافة، اعتمد داعش على ادعاءاته الباطلة ليبرر هجماته على كل مدينة ودولة، وضمها لخلافته المزعومة، حتى وإن كانت تحت سيطرة المجاهدين، ولم يعبأوا بأن هذا العمل سيتسبب في إراقة دماء الأبرياء.
بهذا التفكير الخاطئ، أراق داعش دماء الأبرياء، ودمر مدن المسلمين، وعطل انتصارات المجاهدين، وظهر بينهم كسرطان، مما أدى إلى تفرق وحدتهم.
بنتيجة أفعال الخوارج السيئة، لم تتضرر فقط سمعة الخلافة، بل ألحقوا ضررًا لا يمكن إصلاحه بصورة الإسلام أيضًا.
الآن، بعد عشر سنوات من ذلك اليوم الأسود، لم يتبق شيء من الخلافة الوهمية سوى جماعة سرية تحت ظل استخبارات الدول الكافرة.
تلك الجماعة التي لا تزال تتسبب في معاناة الأمة الإسلامية، سواء برغبتهم أو بغيرها، وتسير في طريق الشيطان وأعوانه.
ببساطة، يمكن القول إن إسرائيل نفسها لا تستطيع إلحاق الضرر الذي ألحقه داعش بهذه الأمة.
لذا، فإن واجب كل فرد من هذه الأمة أن يدرك خطر هذه الجماعة الخارجية ويجتهد في مواجهتها.
نسأل الله العظيم أن يحمي الأجيال القادمة من الأمة الإسلامية من لدغات هذا الثعبان الخبيث. إن شاء الله.