تُعرَف معظم المنظمات والحركات بشكل جيد من خلال دراسة وتحليل أيديولوجيتها بعمق.
إذا ألقينا نظرة على ظهور هذه الجماعة، وتحديدًا سيطرتها السريعة على أجزاء واسعة من أكبر محافظة عراقية، الأنبار، فسوف ندرك بوضوح أن هذه المجموعة كانت منظمة بشكل جيد وظهرت بمساندة قوى إقليمية في ساحة القتال.
لقد استخدم تنظيم داعش الأدوات الاستخباراتية الإقليمية عند ظهوره، وحقق في أيامه الأولى تقدماً سريعاً وقوياً للغاية.
لكن مع مرور الوقت وظهور الحقائق، اختفت كل محاولاتهم ووجودهم، وتلاشت المكانة التي كانوا يتمتعون بها، مما دفع كثيرين إلى الشك في هذه الجماعة.
في الحقيقة، كانت هذه الحركة، التي تفتقر إلى أيديولوجية دينية حقيقية، قد انهارت بسرعة مذهلة.
لا شك أن تنظيم داعش يُعَدُّ أخطر ظاهرة إنسانية في العصر الحديث، لأنه ظهر بدعم استخباراتي إقليمي ودولي، وفق خطة مسبقة وأهداف واضحة، محاولًا الظهور كقوة بين الجماعات الجهادية.
في الواقع، طبيعة أفعال داعش العنيفة وأصوله الغامضة دفعت الكثيرين إلى الشك في دوافعه الحقيقية، ما أدى إلى تخلي كثيرين عن دعمه.
رغم أن داعش، عند ظهوره، كان يُعتبَر ملاذًا لأولئك الذين يمتلكون تفكيرًا سطحيًا ويؤمنون بأنه سيحقق الأهداف الإسلامية، إلا أن التنظيم سرعان ما انكفأ على ذاته وبدأ يُظهر حقيقته.
عندما أدرك الناس الحقيقة، عرفوا أن هذه الجماعة وهذه الظاهرة المنظمة لم تكن أبدًا تسير على الطريق الصحيح لرفع كلمة الله على الأرض.
في الواقع، ظهر تنظيم داعش وأيديولوجيته من رغبات صاغها اللاعبون السياسيون الدوليون وخططوا لها لتحقيق أهداف طويلة المدى.