أم حذيفة هي زوجة الأولى لأبي بكر البغدادي الزعيم المزعوم للخوارج, أم حذيفة أُلقي القبض عليها في عام 2018 بتركيا. وقد أُعيدت إلى العراق في فبراير/شباط من نفس العام، وتوجد الآن في أحد السجون العراقية رهن الاعتقال حيث يحقق معها على خلفية جرائم والدور الذي لعبته في أنشطة تنظيم الدولة الإسلامية.
أم حذيفة شاركت مع بي بي سي في مقابلة جديدة روايتها عن حياتها معه وتدميره عائلتها.
في عام 2014 سيطر مقاتلوا داعش الخوارج على أجزاء كبيرة في العراق بعد خوض مقاتليهم معارك ضارية وبحسب أم حذيفة قد كان زوجها بغدادي حينها يجلس في المنزل ولم يشارك بنفسه في أية اشتباكات والمعارك، وكان في مدينة رقة عندما أخضعت مقاتلوه مدينة موصل لسيطرتهم.
تقول أم حذيفة إنها كانت معزولة عن العالم منذ عام 2007 ولم يُسمح لها بمشاهدة التلفاز أو استخدام أي وسائل تكنولوجية أخرى، مثل الهواتف المحمولة.
وتضيف أنها بعد أيام قليلة من أخذ الحارس للأطفال، قامت بتشغيل التلفاز وصُدمت بمفاجأة كبرى.
فقد رأت زوجها يخطب في جامع النوري الكبير في مدينة الموصل شمالي العراق، ويظهر لأول مرة معلناً نفسه خليفة للمسلمين. وكان ذلك بعد أسابيع فقط من سيطرة مقاتليه على المنطقة.
مع إعلان الخلافة المزعومة أصبحت فظائع جيل البغدادي أكثر انتشارا كما ارتكبوا مظالم شديدة ومجازر مروعة خلافا لجميع المبادئ الإسلامية والإنسانية.
تقول أم حذيفة إنها جادلت زوجها وقالت له إنه “لطخ يديه بدماء هؤلاء الأبرياء” وقالت له إنه “وفقاً للشريعة الإسلامية، هناك أشياء أخرى كان من الممكن القيام بها، مثل إرشادهم للتوبة”.
تضيف أم حذيفة أنها حتى في ذلك الوقت لم تتمكن من النظر إلى الصور، واصفةً الفظائع بأنها “صدمة كبيرة وغير إنسانية” وأن “إراقة الدماء ظلماً أمر فظيع، وأنهم (مسلحي التنظيم) في هذا الصدد قد تجاوزوا حدود الإنسانية”.
زوج البغدادي أصغر بناته لحماية نفسه:
تقول أم حذيفة: بعد إعلانه الخلافة ووصف نفسه بلقب الخليفة عام 2014 أجبر البغدادي ابنته أميمة بالزواج وهي لم تجاوز 12 سنة من رجل يدعى منصور وكان مرافقا وصديقا مقربا للبغدادي وحمله مسؤولية رعاية وحماية العائلة وتغطية احتياجاتها.
تقول أم حذيفة: ما كنت راضية عن هذا الزواج وعارضتُ قرار البغدادي بشدة في حق أميمة ولكنه لم يكترث للأمر.
وأفادت مصدر أمني عراقي أن البغدادي سبق أن زَوَّج ابنته أميمة من بسوري وكان متحدثا باسمه وهي في الثامنة من عمرها بهدف تمكين السوري من رعاية وحماية وتغطية احتياجات المنزل في غياب البغدادي.
استعباد الفتيات والأطفال.
اختطف تنظيم داعش آلاف النساء والأطفال وفتيات ايزديات وتركمان ومسيح وشبك بعد سيطرتها على مناطق في العراق بهدف الاستعباد الجنسي والتجارة بهن واستخدامهن كدروع بشرية
تقول أم حذيفة: إن منصور بعد زواجها من أميمة بأيام أحضر تسع فتيات ايزديات تتراوح أعمارهن بين 9 و30 عاما، انصدمتُ حينها وشعرت بالخجل.
وكانت هناك فتاتان صغيرتان في المجموعة، سمر وزينة وتزعم أم حذيفة أنهما مكثتا في منزلها في الرقة لبضعة أيام فقط قبل أن يتم نقلهما. لكن العائلة انتقلت لاحقاً إلى الموصل، وظهرت سمر مجدداً، وبقيت معهم لمدة شهرين تقريباً.
ولقد توصلت بي بي سي إلى والد سمر، حميد، الذي اغرورقت عيناه بالدموع، حين تذكر لحظة اختطافها.
وقال إنه كان لديه زوجتان، بجانب أطفاله الـ 26 وشقيقين وعائلاتهما، وقد اختطفوا جميعاً من بلدة خانصور في سنجار، بينما هرب هو إلى الجبال القريبة.
ولا يزال ستة من أبنائه، ومن بينهم سمر، في عداد المفقودين. وعاد بعضهم بعدما دفع الفدية. كما عاد آخرون إلى ديارهم بعد تحرير المناطق التي كانوا محتجزين فيها.
أما الفتاة الأخرى، زينة، فهي ابنة أخيه ويعتقد أنها عالقة في شمال سوريا. ولم تقابل شقيقة زينة، سعاد، أم حذيفة بنفسها، لكن تم استعبادها واغتصابها وبيعها سبع مرات.
ورفع حميد وسعاد دعوى مدنية ضد أم حذيفة بتهمة التواطؤ في اختطاف واستعباد فتيات إيزيديات. إنهم لا يعتقدون أنها كانت ضحية عاجزة ويطالبون بعقوبة الإعدام لها.
تقول أم حذيفة “لا أنكر أن زوجي كان مجرماً” لكنها تضيف أنها “آسفة جداً لما حدث لهم” وتنفي الاتهامات الموجهة إليها.
لقد تم تدمير عائلة البغدادي مثل عائلة حميد وعائلات الضحايا المقاتلين من جماعته فقد تقبع ابنتها الكبرى أميمة في السجن معها. في حين تمكث فاطمة، التي تبلغ من العمر حوالي 12 عاماً، في مركز احتجاز لصغار السن. وقد قُتل أحد أبنائها في غارة جوية روسية في سوريا بالقرب من حمص، وقتل ابن آخر رفقة والده في النفق. أما الابن الأصغر فقد أودع في دار للأيتام
صارت أكبر أمنيات أم حذيفة هي جمع المعلومات الكاملة عن ابنها الأصغر يقول مراسل بي بي سي عندما انتهينا من الحديث معها رفعتُ رأسها وبدأ ضابط المخابرات يقتادها للخروج من المكان وهي تطلب المزيد من المعلومات حول أصغر أطفالها.