أفغانستان مع غزّة؛ صوت الدعم في ذروة الحرمان!

أحمد یاسین

منذ اليوم الذي شنّ فيه الاحتلال الصهيوني عدوانه الوحشي والهمجي على قطاع غزة، وحتى هذه اللحظة، لا تزال صرخات الأطفال، وأنين النساء المفجوعات، وآهات الفلسطينيين المستضعفين، تطرق قلوب أحرار العالم.

خلال هذه الفترة، دُمرت عشرات الآلاف من المنازل، واستُشهدت آلاف الأسر، وتكسّرت قلوب لا تُحصى، وكلّ ذلك جرى أمام مرأى ومسمع العالم، بجريمة أنهم مسلمون، لا يريدون أن يغادروا أرضهم، ولأنهم يقاومون الظلم والاستعمار.

مع هذا المشهد الإنساني المؤلم، برزت حقيقة أكثر وضوحًا من أي وقت مضى. نعم، إنّ الأمة الإسلامية لا تزال تتدفق بالحياة، واسم أفغانستان يلمع ويتلأ لأ ككوكب درّي رغم جميع التحديات.

لم يتراجع شعب هذه الأرض المجاهدة، على الرغم من معاناته من أزمات اقتصادية خانقة، وضغوط خارجية قاسية، وضعف في الإمكانات، في ميدان الغيرة والإيمان.

لا شك أنّ أبناء أفغانستان لم يحملوا السلاح إلى جانب أهل غزة، ولا يملكون القوة لفكّ الحصار، إلا أنهم في ميدان الجهاد المالي قد قدّموا للعالم أروع صور التعاطف والمناصرة، أكثر بالنسبة إلى سائر الدول.

ففي شهر واحد فقط، تحرّكت عشرات الجمعيات الخيرية، والعلماء، والشباب، والتجار، وحتى أطفال المدارس، في جمع التبرعات النقدية، وأرسلوا من خلال ذلك رسالة صريحة إلى العالم وهي أن قلوبنا تنبض لغزة!

نعم، فقد جُمعت في عشرة ولايات أفغانية فقط، تبرعات تجاوزت ٥٠ مليون أفغاني دعماً لإخواننا الفلسطينيين وفقًا للأرقام الأولية وقد أُرسلت تلك المساعدات عبر مؤسسات موثوقة إلى المظلومين في غزة، ولا تزال الحملة مستمرة حتى هذه اللحظة.

واليوم، نحن على أعتاب مشهد غير مسبوق في تاريخ وحدة الأمة الإسلامية؛ مشهد سيُجسّد تلاحم الشعب الأفغاني بصدق مع إخوانه في غزة.

ففي العديد من الولايات والمحافظات الأفغانية، خرجت عشرات الآلاف في مظاهرات دعمًا للشعب الفلسطيني؛ تلك المظاهرات لم تكن مجرد صرخات ضد الظلم، بل رسالة إلى العالم أجمع، «لسنا شعبًا نصمت تجاه الظلم والطغيان، فإن قيّدت أيدينا، فإن أصواتنا ستعلو!»

إن شعبنا ذاق مرارة الاحتلال، وعاش سنوات عصيبة تحت وطأة المحتلين الغربيين، لكنه – بفضل الله تعالى، وبالإيمان، والمقاومة، والتضحيات – تمكّن في النهاية من كسر قيد المحتل، واستعادة عزته وكرامته واستقلاله.

واليوم، نحن على يقين تام أن شعب غزة، هم الحماة في الخط الأول في جبهة المقاومة، وسيكون لهم النصر بإذن الله، رغم أنف أعداء الإسلام؛ لأن وعد الله حق: ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾.

يجب على الكيان الصهيوني أن يعلم جيدا بأنّ الضمائر الحيّة لا تنسى الاحتلال، وأنّ الشعب الأفغاني، بتاريخه الجهادي والمقاوم، سيظلّ واقفًا إلى جانب إخوانه وأخواته الفلسطينيين؛ سواء في ميدان الدعم المالي، أو بالدعاء أو في ميدان القتال إن أتيحت لهم الفرصة.

لا شكّ أن الشعب الفلسطيني مظلومون، لكنه في الوقت نفسه صامدون ومقاومون وإنهم المنتصرون المنصورون بإذن الله تعالى، وسيأتي يوم تملأ فيه صيحات “الله أكبر” ساحات المسجد الأقصى في أمان وحرية، إن شاء الله!

Exit mobile version