أسباب انحطاط الأمة الإسلامية! الجزء الخامس

المفتي بشير أحمد مهاجر

6: الفساد الأخلاقي

وهذا عامل يؤدي إلى ابتعاد المجتمع أو الفرد المسلم عن الأخلاق والمبادئ الإسلامية، والفساد الأخلاقي نوعان: الأول فساد أخلاقي في المجتمع، والثاني فساد أخلاقي في الحياة الشخصية.

1- الفساد الأخلاقي في المجتمع:

الكذب والخديعة والخداع والمكر، والمعاملات غير المشروعة، والأنانية التي لا تهتم إلا بالمصالح الشخصية ولا تهتم بأذى الآخرين، والسرقة والاغتصاب، والبيع بالبخس في المكيال والميزان، وإشاعة الشر والفساد؛ كل هذه الأمور من العوامل المؤدية إلى الفساد الأخلاقي في المجتمع، وتؤدي إلى تعديم الثقة وغيابها بين الشعب.

2- الفساد الأخلاقي في الحياة الشخصية:

الفساد الأخلاقي في الحياة الشخصية هو الانحراف والعصيان عن طريق الله تعالى ومنهجه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ويجب على المسلم أن يطبق المبادئ والمعايير الإسلامية في حياته، مثلا، لبس البنطلون والقميص مع أنه جائز شرعا، إلا أنه غير لائق أخلاقيا للمسلم؛ لأن المسلم يجب أن يلبس لباسا يعكس كرامته وشرفه.

كذلك فإن ارتداء العمامة يجب أن يصبح عادة، فإذا كان السيخ الذين تمتلئ ديانتهم بالخرافات والأكاذيب يتمسكون بعمامتهم المعتادة إلى هذا الحد، فلماذا نتجاهل تقاليد أسلافنا وأسلافنا الصالحين؟ وكذلك ينبغي للأخوات المسلمات أن يلبسن الملابس التي تحفظ كرامتهن، ويتجنبن لبس الملابس التي تثير الفتنة وغيرها.

ومن سنن النبي صلى الله عليه وسلم إطلاق اللحية التي تميز بين الرجل والمرأة، إلا أن كثيراً من شباب المسلمين اليوم تركوا هذه السنة، وهذه نماذج من الفساد الأخلاقي الذي يعاني منه شباب الأمة الإسلامية، نسأل الله تعالى أن يحفظ الأمة الإسلامية من هذه المفاسد الأخلاقية.

7- الاستعمار الفكري

إن أحد عوامل انحطاط الأمة الإسلامية هو غياب التفكير المستقل لدى بعض المسلمين، والتقليد المطلق للثقافة الغربية. الاستعمار الفكري هو حالة يتم فيها إقصاء الفرد أو المجتمع أو الأمة؛ – يقبلون أفكار وقيم وثقافة الآخرين دون تقييمها أو تحليلها، ويفقدون استقلاليتهم الفكرية والشخصية.

وهذا نوع من الأسر الفكري الذي يجعل الفرد أو المجتمع يقع في فخ تقليد أفكار الآخرين ونسيان إبداعه وابتكاره وقيمه الأصيلة، ولكن كيف يقع شعب أو أمة تحت الاستعمار الفكري؟

يحدث هذا عندما تحاول دولة أو ثقافة قوية تغيير أفكار وقيم ومعتقدات البلدان الأخرى لصالحها، وفي هذه العملية؛ يفقد الأفراد والمجتمعات، بوعي أو بغير وعي، قوتهم الفكرية وهويتهم المستقلة ويقبلون أفكار ومعتقدات المستعمرين.

Exit mobile version