يقول سفيان الثوري -رحمة الله عليه-
يا رجالَ العلمِ ویامِلْحَ البلدِ
مَنْ یُصْلِحُ المِلْحَ اِذا الملحُ فَسَدَ
يوجه فيه الشيخ الجليل النداء العاجلة إلى أهل العلم وورثة الأنبياء والرسل -عليهم الصلوات- فيقول لهم بلسان الشعر والأدب إن الرجل العادي إذا فسد أصلحه العالم كما يصلح الملحُ اللحم، فمن يصلح الشيخ والعالم إذا الشيخ فسد ؟
يقول أبو حامد الغزالي: إنما فسدت الرعية بفساد الملوك، وفساد الملوك بفساد العلماء، فلولا القضاة السوء والعلماء السوء لقلّ فساد الملوك خوفاً من إنكارهم.
فإذا أرادت الأمة الإسلامية التقدم والتطور فعليها أن تسلم زمام قيادتها إلى علماء ربانيين وحكام صالحين فهم يضمنون لنا إصلاح أمورنا الدنياوي والأخروي.
الخلافات بين الأمة الإسلامية:
وهذا من إحدى أسباب سقوط الأمة الإسلامية وانحطاطها فالخلاف سبب الفرقة والانقسامات وذلك تؤدي لإيهان القوة، وإن كانت الجماعة تحظى بقوة بشرية كبيرة.
لذلك يقول الرسول -عليه الصلاة والسلام- في حديث رواه لنا عبد الله ابن عباس:
افترقتِ اليهودُ على إحدَى وسبعينَ فرقةً، وافترقتِ النصارَى على اثنتَينِ وسبعينَ فرقةً، وستفترقُ هذه الأمةُ على ثلاثٍ وسبعينَ فرقةً كلُّها في النارِ إلا واحدةً، قيل: من هي يا رسولَ اللهِ؟ فقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: مَن كان على مِثلِ ما أنا عليه وأصحابِي.
ظهر الاختلاف في الأمة الإسلامية بأشكال مختلفة، ومنها.
1: تحت غطاء الدين والعقيدة
2: تحت غطاء العرقية والحمية
3: تحت غطاء الفكر والنظرية وما إلى ذلك
وهذه هي الاختلافات التي أشعلت نيران الحقد والحسد والتعصب بين الأمة الإسلامية وذاك ما أدى للتقاعس بآلام الآخرين من أبناء جلدنا.
ويقول رسول الله ﷺ: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
ولكن اليوم نقول بكل أسف شديد أن الأمة الإسلامية جعلت التعاضد والتعاطف وراء ظهرها بل قد وصلنا إلى الحد أننا لا نفرح بما يصيب بعضنا من الفرح والسرور ولا نحزن لِما يصيب بعضنا من السوء.