بقلم: علي أنصار
كانت أمريكا قد احتلت أفغانستان بهدف الاستعمار والحكم ونهب الثروات المعدنية والمالية وإنهاء أساس الإسلام والإبادة الجماعية. أنفقت الأموال، أنشأت الإدارة، ووضعت خططًا متنوعة لتحقيق أهدافها الشريرة لكنها لم تحصل على النتيجة المرجوة.
بعد أن تكبدت أمريكا خسائر فادحة في الأرواح والأموال والمعدات العسكرية في العراق وأفغانستان، اضطرت لإنشاء جماعة داعش لاستمرار الحرب. قامت داعش تحت ستار الخلافة الإسلامية بأعمال وحشية وأخرى تتناقض تمامًا مع الإسلام. واجهت هزائم متتالية في الشرق الأوسط والعراق وسوريا.
في البداية، نزلت داعش إلى الساحة بقوة وحماس، وأنشأت مراكز بدعم مالي من أمريكا في العديد من المناطق، لكنها لم تدم طويلًا وواجهت هزيمة ثقيلة في فترة قصيرة.
أمل أمريكا وحلفائها في أفغانستان تلاشى مع سقوط الجمهورية، وصعود الإمارة الإسلامية، وضعف داعش، وهزيمة أمريكا نفسها. لكن من أجل إعادة الاستعمار والاحتلال في أفغانستان، سعت أمريكا لتقوية داعش كما سعت لإيجاد شريك مثل إدارة الجمهورية.
باكستان، التي تعتبر ساحة لعب للاستخبارات، أصبحت شريكًا جيدًا لأمريكا في تدريب داعش بسبب ديونها الكبيرة وعداوتها الدائمة مع أفغانستان. من جهة أخرى، كان طاجيكستان، التي تخضع منذ زمن لاستعمار وتأثير الكفر، شريكًا جيدًا لأمريكا في تمويل أفراد داعش. بمساعدة هذه الدول الثلاث، تم تفعيل فرع داعش في خراسان.
في خراسان، تتولى أمريكا مسؤولية الدعم المالي، الإمدادات العسكرية، وإنشاء علاقات سياسية سرية مع داعش. مهمة طاجيكستان هي تمويل الأفراد، تشجيع الشباب على الانضمام لصفوف داعش، والدعوة والتبليغ لصالح داعش. أما باكستان، فمهمتها تدريب الأفراد الممولين استخباراتيًا وعسكريًا وفكريًا وإدخالهم إلى أفغانستان.
هذا المثلث الذي تديره وتدعمه بشكل كبير الولايات المتحدة والناتو، يتحمل مسؤولية جميع الجرائم، التفجيرات، المذابح، والدمار الذي حدث في خراسان وأفغانستان.