تناولت قلمي وعزمت أن أخلّد بقلمي، من خلال دموع الحبر على صفحات الورق، سيرة أحد شبّان الجنة، أحد جنود الصف المؤمن النقي، الذين سطعوا في مسيرة مضيئة ونيّرة، والذي انطلق في نضاله البطولي في وجه طواغيت العصر، سواء الطاغوت الفرعوني العصري، أو الفتنة الأمريكية، وخصوصًا مشروع داعش الذي أنشأه اليهود خصيصًا لمحاربة الإسلام. أروي لكم نبذة عن مولده، تعليمه، وجهاده، وقصة بطولته وتضحياته، ليكون ذلك ذخيرةً لأجيال التاريخ القادمة، ويعلموا الغاية من جهاد هؤلاء الفتيان وتضحياتهم.
١- الميلاد: وُلد الشهيد نصيب الرحمن “انتظار” تقبله الله، جندي هذه الطريق العظيمة والطاهرة، في عام 1374 هـ.ش، في قرية “حسن خيلو” التابعة لمنطقة “شينيز” الشهيرة بالبطولة والشهداء، في مديرية سيدآباد بولاية وردك، في أسرة كريمة متدينة وعريقة.
٢- التعليم: تلقى الشهيد انتظار تعليمه الابتدائي على يد إمام المسجد في قريته، ثم التحق بمدرسة خالد بن الوليد رضي الله عنه الثانوية في نفس المديرية، وأكمل دراسته فيها حتى الصف الثاني عشر.
٣- الجهاد والنضال: نظرًا لتحمله مسؤولية إعالة أسرته إلى جانب دراسته، سافر الشهيد إلى إيران لتحسين الوضع الاقتصادي لعائلته. وبعد سنتين من المعاناة في الغربة، عاد وهو لا يزال مرهقًا من عناء السفر، ليلتحق بصفوف المجاهدين في كتيبة القائد المجاهد الشهيد الحاج محب الله “وقاص” تقبله الله، في مديرية سيدآباد.
بدأ الشهيد جهاده بالقيام بعمليات كر وفر وهجمات سريعة ضد العدو، وكان يرافق المجاهدين في الهجمات الفدائية بثبات وعزم شديدين. أُصيب عدة مرات خلال عملياته، وفقد إصبعين من يده نتيجة إصابته بجروح بالغة، لكنه واصل طريق الجهاد بفرح وسرور.
وفي مرحلة لاحقة، تحوّلت عمليات المجاهدين إلى هجمات واسعة ومنسقة على معاقل الشيطان، وكان الشهيد انتظار دائم الحضور والمشاركة في طليعة هذه العمليات.
كل هذه الأحداث وقعت بعد استشهاد أخيه، أحد أبناء أسرته، في سبيل هذا الدرب المبارك، مما زاد من جراح والدته الفاضلة التي عانت ألم الفقد، وكانت زوجته وأطفاله الأيتام يذوقون مرارة الحياة بسببه.
حينها قررت عائلته تزويجه، وفعلاً تم خطبته من فتاة شريفة، وبعد فترة قصيرة من الزواج، واصل جهاده، حيث توجه مع تشكيلات كتيبة من سيدآباد إلى ولاية ننغرهار لمحاربة فتنة داعش، هذه الفتنة اليهودية المنشأ التي تهدف إلى ضرب الإسلام من الداخل.
في تلك الفترة، كانت فتنة داعش قد تلقت ضربات قاصمة من المجاهدين، وكانت تبكي أنفاسها الأخيرة، ما دفع العدو إلى تكثيف المراقبة الجوية على تلك المناطق، لمنع وصول أي دعم للمجاهدين، ولمحاولة إعادة إحياء روح داعش الفاسدة.
وقدمت أمريكا دعمًا هائلًا ماديًا وسياسيًا لداعش، لضمان مصالحها المستقبلية في أفغانستان، وسعت من خلال هذه الفتنة إلى القضاء على الحراك الإسلامي العالمي. وقد اعترف كبار مسؤولي الحكومة العميلة في تلك الحقبة بدعمهم اللوجستي الكامل لهذه الجماعة المنحرفة، وهو ما يثبت حجم المؤامرة.
٤- الاستشهاد: كانت داعش، هذه الجماعة الوحشية والدموية، أكثر دعمًا للإرهاب العالمي من غيرها، وارتكبت جرائمها باسم الإسلام، لكنها كانت تحارب الإسلام نفسه. وعلى مدار التاريخ، لطالما طعنت هذه الجماعات الحركات الإسلامية من الخلف بخنجر الغدر، وسعت إلى إفشال مساعيها.
وقد ارتبط اسم داعش دومًا بألقاب التوحش والتكفير، وهم امتداد عصري للخوارج. وفي مواجهة هذا المشروع المسموم، خرج الشهيد انتظار مع كتيبته من سيدآباد نحو ولاية ننغرهار، وكان لم يمضِ على زواجه أكثر من شهر!
وفي أثناء هذه الرحلة، وقعت كتيبته في مرمى طائرة أمريكية بدون طيار (درون) في منطقة “مرگي خېلو” التابعة لمديرية شيرزاد في ننغرهار، واستشهد على إثرها الشهيد انتظار مع عدد من إخوانه المجاهدين.
نحسبهم كذلك، والله حسيبهم.